
تجربتي مع أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، تعد دعوة “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق” من أبرز الأذكار التي وردت في السنة النبوية عن النبي محمد ﷺ، وهي حصن عظيم يلجأ إليه المسلم لتحصين نفسه وأهله من كل سوء وشر، في هذا المقال، أشاركك تجربتي الشخصية مع هذا الذكر العظيم، على ضوء الفوائد الموثوقة التي يجلبها، أسراره الروحانية، وكيفية المداومة عليه صباحًا ومساءً، المقال يجمع بين التأمل الذاتي والمعرفة المستقاة من المصادر الشرعية والتجارب الواقعية.
تمهيد عن الذكر وأهميته
لم يأت هذا الدعاء العظيم إلا وقد جمع في ألفاظه طمأنينة القلب وحفظ الجسد من الشرور، يقول ﷺ:
- “من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك.”
(رواه مسلم)
فوائد “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”
- تضمنت هذه الجملة القوية معنى الاستعاذة بالله، لا ببشر ولا بمخلوق، بل بكلماته التامات التي لا يجاوزها بر ولا فاجر، فصارت بابًا من أبواب التحصين الشامل للنفس والذرية وكل من يهمك أمره:
- الحماية من الشرور والحوادث: الذكر يحفظ من كل مكروه وسوء، سواء أكان ظاهرًا كالحسد، أو باطنًا كوساوس النفس.
- الشعور بالأمان والطمأنينة: يوثق صلة العبد بربه، فيجد في قلبه سكينة خاصة تغمره في لحظات الخوف أو القلق.
- الوقاية من لدغات الحشرات وهوام الأرض: ورد في الحديث أن المسلم إذا قالها عند نزول منزل جديد حفظه الله من كل أذى، وهذه بركة مجربة للصغار والكبار في البيوت والأسفار والمزارع.
- التحصين اليومي للأبناء والبيت: كثير من الأمهات والآباء يرددونها صباحًا ومساءً على صغارهم قبل ذهابهم للمدرسة أو النوم.
- مساندة الذات في مواجهة الوساوس: يقول بعض المجربين أن الذكر يبعث فيهم راحة غريبة ويوقف سيل الأفكار السلبية والوساوس في اللحظات الحرجة.
شاهد أيضا: أدعية يوم الجمعة في الساعة الأخيرة: كيف تغتنم ساعة الاستجابة
الدعاء بـ”أعوذ بكلمات الله التامات…” صباحًا ومساءً
ينصح أهل العلم والمشايخ بقراءة هذا الذكر في أذكار الصباح والمساء، وله مواضع سنية مفصلة:
- وقت الصباح: بعد صلاة الفجر وحتى طلوع الشمس.
- وقت المساء: بعد العصر أو المغرب حتى دخول الليل.
- عند الخروج أو السفر: يُكرر عند الدخول في أماكن مجهولة أو أثناء السفر أو عند الإقامة في فندق أو منزل جديد.
- عند النوم: تُقرأ على النفس وعلى الأبناء تحصينًا لهم.
- على الأبناء الصغار: يقول الأمير على أطفاله أو زوجته: “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق” ثلاث مرات.
- ينقل عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت تردد هذا الذكر على النبي ﷺ عند مرضه، وتجمع كفيها وتمسح به جسده ما استطاعت.
أسرار “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”
لكل كلمة في هذا الذكر سر، ولكل تكرار أثر لا يعرفه إلا المجرب الموقن:
- تكرار “كلمات الله التامات” يدل على الاستعاذة بجميع كلمات الله، التي لا يتقدمها قضاء ولا حكم، ولا يقوى على تجاوزها شيء.
- الشمول في قوله “من شر ما خلق”: تشمل كل شر كوني أو شيطاني أو نفساني أو مرضي، ظاهر أو خفي، معلوم أو مجهول.
- سر التوقيت: طاقة الصباح والمساء هي من أعظم أوقات التحصين، حيث يبدأ يومك وينتهي على ذكر الله.
- الدعاء يُورث يقين القلب: مع الوقت، تشعر بثقة حقيقية أن الله لن يضرك ما دمت احتميت بحماه بكلماته التامات.
- راحة في الابتلاء: كثيرون ذكروا أن الذكر هذا كان سببًا في دفع البلاء عنهم أو تخفيف أثر المصائب حين جاءت، أو إزالة الخوف من قلوبهم خلال ظروف الشدّة.
شاهد أيضا: دعاء يغفر الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر مكتوب
تجربتي مع “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”
بدأت بالمحافظة على هذا الذكر قبل الخروج من المنزل وخاصة عند نزول الأماكن الجديدة أو السفر.
- لاحظت مع الأيام أن شعورًا بالأمان يغمرك وتتلطف بك الأسباب دون أن تدري؛ ابتعدت عني حوادث بسيطة كان يمكن أن تقع لولا لطف الله، وقل الخوف غير المبرر الذي كان ينتابني في بعض المواقف.
- كنت أردد الذكر على أطفالي ثلاثًا صباحًا عند ذهابهم للحضانة أو المدرسة ومساء قبل النوم.
- لاحظت هدوءًا نفسيًا لديهم وبركة في نومهم وانخفاضًا في عدد الإصابات المفاجئة أو الكوابيس، وصاروا ينامون بلا خوف أو بكاء.
- في فترات المرض أو التوتر الشديد لجأت إليه مرارًا، وكان أثر الكلمة يتجلى في نوع من الراحة والسكينة والانشراح حتى مع اشتداد الألم.
- كثير من الرهبة والوساوس كانت تزول عني بعد الذكر.
- لمست شخصيًا سرعة الفرج في مواقف كنت أظنها مسدودة الأبواب.
- كلما التزمت بالذكر لاحظت أن الأثر يتضاعف؛ صرت أتلمس دفع الشر عني حتى في مواقف لم أنتبه لخطورتها إلا لاحقًا.
- أحيانًا كان يُجنبني الله أشخاصًا أو مواقف علمت لاحقًا أنها كانت مليئة بالمخاطر.
تحصين النفس بكلمات الله التامات ليس عملًا روتينيًا فحسب بل هو باب عظيم من أبواب التوكل واليقين، إجعل الذكر عادة راسخة، واستعن به في اليسر والعسر، وستجد أثره حاضرًا في كل تفاصيل حياتك، ولا تنس أن قوة الذكر في اليقين والتواصل الروحي الصادق بين العبد وربه، إذا جرّبته ستدرك مع الأيام أن الأمان لا يُشترى، بل يُهدى من رب كريم لمن أخلص في الاستعاذة والتوكل.