حكم نزول دم خفيف قبل الدورة

صحكم نزول دم خفيف قبل الدورة، تتعرض الكثير من النساء لنزول دم خفيف أو إفرازات بنية أو قطرات قبل بدء الدورة الشهرية المعتادة بيوم أو يومين، وقد يدور في الأذهان سؤال حول طبيعة هذا الدم: هل يُعد من الحيض ويأخذ أحكامه، أم أنه يُعتبر استحاضة يجوز معها الصلاة والصوم وسائر العبادات؟ هذا الموضوع من الأمور الفقهية الدقيقة، وقد أولاه العلماء عناية خاصة لأهميته في حياة المرأة الدينية خاصة في مواسم الطاعات كرمضان.

حكم نزول دم يسير قبل الحيض بيوم أو يومين

اتفقت غالبية الفقهاء (الشافعية والحنابلة والحنفية في قول) أن الدم اليسير أو القطرات التي تسبق الحيض بيوم أو يومين لا تُعتبر حيضًا إلا إذا كانت متصلة بنزول الحيض المعتاد ولم يفصل بينها وبين الدم الصريح زمن طهارة واضح.

• أما إذا نزلت منفصلة ثم تبعها الطهر، أو لم يظهر معها علامات الدورة المعتادة مثل الألم أو الأعراض المصاحبة، فلا يعد من الحيض، وتبقى المرأة على حال الطهارة، وعليها الصلاة والصيام.
• أما المالكية فيعدون هذه القطرات حيضًا إذا كانت في زمن إمكان الحيض واستوفت الشروط، حتى ولو كانت قليلة.
• إن استمر نزول الدم حتى نزل الحيض المتتابع بعده، ووقع الإثنان ضمن أكثر مدة الحيض (غالبًا 15 يومًا)، عُدّ الجميع حيضًا.
• أما إذا سبقت القطراتُ الحيضَ المعتاد ثم توقف الدم وجفّ الموضع فترة، فقد اتضح أن هذه القطرات ليست من الحيض إلا عند المالكية.

شاهد أيضا: متى يحدث الحمل بعد الدورة بكم يوم

هل يجوز الصلاة مع نزول دم خفيف أو دم بني قبل الدورة

قاعدة عامة إذا لم تكن القطرات أو الإفرازات متصلة بنزول دم الحيض المعتاد مباشرة، أو كانت تحدث في غير زمن العادة الشهرية، أو تسبق الحيض بيوم أو يومين وتتوقف:

• فهي في حكم الاستحاضة وليست في حكم الحيض، ويجوز للمرأة الصلاة والصوم وسائر العبادات بشرط الطهارة والوضوء لكل صلاة حسب المعتاد.
• أما إذا اتصلت هذه الكدرة أو الصفرة أو الدم الخفيف مباشرة ببداية الحيض المعروف للمرأة، أي بدأ الحيض بدم خفيف وتدرج إلى الدم الصريح، فهي حيض وله حكم الحيض المتعارف، فتترك فيه الصلاة والصوم.
• الإفرازات البنية التي تسبق الدورة ولا يتبعها دم الحيض المتتابع، ليست حيضًا ويجوز الصلاة والصيام مع وجودها بشرط الطهارة.
• أما إن نزلت الكدرة أو الدم البني وصاحَبها نزول دم الحيض أو ألم الحيض المعتاد، فهي من الحيض ولا تجوز الصلاة والصيام.

حكم نزول دم خفيف قبل الدورة في رمضان

إذا اتصل نزول الدم الخفيف بالحيض فله عدة حالات:

• إذا نزل الدم الخفيف في ساعات النهار في رمضان ثم تتابع معه دم الحيض المعروف أو اتصل به، فهذا اليوم يُعتبر من أيام الحيض ويُفسد صيام المرأة، ويلزمها الإفطار وقضاء اليوم بعد انقضاء العذر الشرعي.
• أما إذا ظهرت فقط قطرات خفيفة قبل موعد الدورة المعتادة بيوم أو اثنين وانقطعت فترة، وأتى بعد ذلك الحيض، فما نزل أثناء الطهر أو الانقطاع لا يُعتبر حيضًا في الأصح، والصيام فيه صحيح ولا شيء عليها.
• إذا شكّت المرأة هل هذا الدم من الحيض أم استحاضة، فالأصل الطهارة حتى تتأكد ظهور دم الحيض المعتاد (الشديد أو المعروف).
• إذا ترتب على هذه القطرات مرور طهر متخلل، فلا قضاء على الصلوات التي أُديت في تلك الأيام.

شاهد أيضا: علاج نهائي للمعدة والقولون بالتجربة

نزول دم بني قبل الدورة هل يجوز الصلاة

الدم البني أو الإفرازات التي تظهر قبل بداية الدورة غالبًا ما تدعى الصفرة أو الكدرة. ولها حالتان رئيسيتان:

• إذا كانت متصلة بالحيض: أي تسبق الدم الأحمر المعتاد أو تأتي في أيام العادة المعتادة ومتصلة به، فهي من الحيض ويجب ترك الصلاة معها حتى تنتهي.
• إذا كانت منفصلة أو تظهر فقط منفصلة عن العادة: ليست من الحيض، ويجوز الصلاة والصيام معها، وتعتبر ضمن الطهارة الطبيعية.
• وقد قالت الصحابيات، كما ورد عن أم عطية: “كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئًا”، أي ليست حيضًا خارج أيام العادة.

جدول ملخص لأحكام الدم والإفرازات قبل الدورة

الدم الخفيف أو الإفرازات التي تظهر قبل الدورة ولا تتصل بنزول الحيض المعتاد لا تعتبر حيضًا عند جمهور العلماء، ويجب معها الصلاة والصيام، ولا يعد ذلك مانعًا منها، أما إذا اتصل الدم الخفيف أو البنّي بدم الحيض المعتاد ووقع في أيام العادة، فهو من الحيض، ويترتب عليه ترك الصلوات والصيام وقت نزوله، يختلف الحكم بحسب التفاصيل، والمرأة أعرف بعادتها وصفة دمها، فإذا اختلط عليها الأمر فلترجع للفقهاء وتعرض حالتها بالتفصيل لينالها حكم شرعي دقيق.